بدأت أقنعة الشجاعة تسقط عن أنصاف الرجال الذين كانوا ينادون ويحرضون على
القتل بدم بارد
جلست أتابع سقوط قادة الإخوان واحدا تلو الآخر وأشاهدهم وهم يرسمون على
شفاههم إبتسامة مزيفة
وأسمع إعترافاتهم التي كثيرا ماجعلتني أشك في مصداقية خبر إعتقالهم لدرجة
أنني تخيلت أن من إعتقلوهم أشخاصا شبيهة لهم.
فالرجل الذى كان يقنعنا بأنه شجاعا مغوارا هاهو يتبرأ من جماعته ويقسم أنه
لا ينتمي إليهم ويتمنى عودة الزمن للوراء حتى يصحح أخطاؤه
هذا الرجل الذى تم ضبطه متنكرا بعد أن تسببت تصريحاته في إرتكاب جرائم بحق
الوطن
صفوت حجازي الذي كانت تهتز منصة الإعتصام من تحت أرجله وهو يردد "على
القدس رايحين"
ربما كان من الممكن أن يكتسب صفوت حجازي قليلا من الإحترام لو كان قرر
الثبات على موقفه بعد كل تصريحاته العنجهية.
فصاحب المبدأ لا يتراجع عنه أبدا مهما حدث
فكان عليه أن يواجه ويدافع عن نفسه
بقوة بدلا من أن يهرب ويختبىء ويتنكر ويظهر فى النهاية بهذا الشكل المخزي
و لكن كل هذا لا يهم فكذب هؤلاء كان ساطعا كالشمس لمن كان يبحث عن الحقيقة
ولمن كان يعرف مقصد هؤلاء منذ البداية.
الغريب في الأمر هو موقف المؤيدين لفكر هؤلاء
كيف لكم أن تصدقوا من ترك أرض
المعركة وتخلى عنكم وهرب؟
كيف تدافعون عنه وهم يتبرء منكم؟
لما لا تحاولون أن تفكروا وتحللوا ما حدث
هل الدين بالفعل هو قضية هؤلاء؟
لو كان هذا صحيحا لماذا تخلوا عن الدفاع عن قضيتهم وقضيتكم
أظن أنه بات من الواضح أن هؤلاء كانوا يبحثون عن مصالح شخصية اخرى ليس لها
علاقة بالدين
إن الدين برىء من كل هذه التصرفات فلا تحتاجون أن أقول لكم أن ديننا لايحث
على الكذب ولا قتل الأبرياء ولا تكفير الآخر
فقط فكروا قليلا حتى تصلوا للحقيقة الغائبة عنكم.